الأركيلة، أو الشيشة كما تُعرف في بعض الدول، هي تقليد اجتماعي قديم يستخدم لتدخين التبغ المنكه عبر أنبوب ماء. على الرغم من انتشارها الواسع وشعبيتها، إلا أن الأركيلة تحمل مخاطر صحية جدية تشبه بل وتتجاوز في بعض الأحيان مخاطر تدخين السجائر. في هذا المقال، سنستعرض الأركيلة ومخاطرها ونقارن بين مخاطرها ومخاطر السجائر.
مكونات الأركيلة وآلية عملها
تتكون الأركيلة من عدة أجزاء رئيسية تشمل الرأس الذي يُوضع فيه التبغ، والخرطوم الذي يُستنشق من خلاله البخار، والوعاء الذي يحتوي على الماء. عند تدخين الأركيلة، يُحرق التبغ باستخدام الفحم، ويمر الدخان عبر الماء قبل أن يصل إلى الفم. يعتقد البعض أن مرور الدخان عبر الماء يقلل من ضرره، لكن الدراسات تثبت عكس ذلك.
الأركيلة ومخاطرها الصحية
النيكوتين والإدمان:
- مثل السجائر، يحتوي تبغ الأركيلة على النيكوتين، الذي يؤدي إلى الإدمان. جلسة واحدة من الأركيلة يمكن أن تكون مكافئة لاستنشاق كمية كبيرة من النيكوتين مقارنة بسيجارة واحدة.
الأمراض التنفسية الأركيلة ومخاطرها :
- استنشاق دخان الأركيلة يمكن أن يسبب التهابات رئوية، مثل التهاب القصبات الهوائية والالتهاب الرئوي، وذلك بسبب المواد السامة الموجودة في الدخان.
الأمراض القلبية:
- يزيد النيكوتين وأول أكسيد الكربون الموجودان في دخان الأركيلة من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، تماماً كما يحدث مع تدخين السجائر.
الأركيلة ومخاطرها السرطان:
- يحتوي دخان الأركيلة على مواد مسرطنة مثل القطران والمعادن الثقيلة، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، الفم، والمثانة.
التعرض للأمراض المعدية الأركيلة ومخاطرها :
- مشاركة خرطوم الأركيلة بين عدة أشخاص يمكن أن ينقل أمراضاً معدية مثل السل، الهربس، وفيروسات الجهاز التنفسي.
مقارنة بين الأركيلة ومخاطرها والسجائر
كمية الدخان المستنشق:
- جلسة تدخين الأركيلة التي تستمر لساعة يمكن أن تكون مكافئة لتدخين 100 سيجارة من حيث كمية الدخان المستنشق، مما يزيد من تعرض المدخن للمواد السامة بشكل أكبر.
النيكوتين والإدمان:
- على الرغم من أن السجائر تحتوي على نسب عالية من النيكوتين، إلا أن جلسة واحدة من الأركيلة يمكن أن توفر كميات أكبر من النيكوتين، مما يزيد من خطر الإدمان.
السموم والمواد الكيميائية:
- تحتوي كل من السجائر والأركيلة على مواد كيميائية ضارة مثل القطران وأول أكسيد الكربون. إلا أن استخدام الفحم في الأركيلة يضيف مواد سامة إضافية تزيد من المخاطر الصحية.
على الرغم من الاعتقاد الشائع بأن الأركيلة أقل ضرراً من السجائر بسبب مرور الدخان عبر الماء، فإن الأبحاث أثبتت أنها تحمل مخاطر صحية جسيمة. من حيث كمية الدخان المستنشق والمكونات السامة، قد تكون الأركيلة أكثر ضرراً من السجائر في بعض الجوانب. لذا، من المهم التوعية بمخاطر الأركيلة وتفاديها للحفاظ على الصحة العامة.
إن اتخاذ قرار بالابتعاد عن تدخين الأركيلة والسجائر يعد خطوة مهمة نحو حياة صحية. إذا كنت مدخناً، فكر في استشارة مختص صحي للحصول على الدعم اللازم للإقلاع عن التدخين بجميع أشكاله. الصحة هي أثمن ما نملك، والحفاظ عليها يجب أن يكون أولويتنا الأولى.